الوطن البديل في الفكر الصهيوني

الوطن البديل في الفكر الصهيوني

  • الوطن البديل في الفكر الصهيوني

افاق قبل 4 سنة

الوطن البديل في الفكر الصهيوني

المحامي علي ابوحبله

ما أن تهدأ فكرة الوطن البديل حتى تعود لتطل برأسها وان عبر إيماءات  لتؤكد من جديد حقيقة الفكر الصهيوني وسعيه الدءوب للدولة اليهودية التي تقود للتخلص من الديموغرافيه الفلسطينية وتشكل خطر وجودي على حلم تحقيق يهودية ألدوله ، فقد كشف رئيس الوزراء الإسرائيليّ ووزير الأمن سابِقًا، إيهود باراك، النقاب في مقابلةٍ مُطولّةٍ مع صحيفة (معاريف) العبريّة، عن الخطّة التي كان قد أعدّها رئيس الوزراء ووزير الأمن في الماضي، أرئيل شارون، في العام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيليّ للبنان واحتلال العاصمة بيروت، . فكرة شارون كانت تعتمِد على استغلال ما يدعيه  الإرهاب الفلسطينيّ للانقضاض عليهم في جنوب لبنان، وتحويل هذا الهجوم إلى رافعةٍ للتوافق والتحالف مع المسيحيين في لبنان وتنصيب عائلة الجميّل وطرد منظمة التحرير الفلسطينيّة من لبنان بشكلٍ نهائيٍّ، مُشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ فرضية العمل لدى شارون كانت أنّ الفلسطينيين سيقومون بالفرار من لبنان إلى الأردن، وهناك يقوموا بثورةٍ على نظام الحكم الهاشميّ ويُسيطِروا على المملكة الهاشميّة، وبذلك تتحّقق رؤيته القاضية بأنْ تكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين، وبهذا يصِل شارون إلى حلّ القضية الفلسطينيّة، ليس على حساب إسرائيل، ولكنّ الفلسطينيين، شدّدّ باراك، كانوا قد فهموا درس (أيلول الأسود) في العام 1970 ورفضوا العودة إلى الأردن، الأمر الذي أدّى لفشل مخطط شارون الإستراتيجيّ، كما قال. ووفق المؤشرات الإسرائيلية فإنه ما من موضوع راهن في سياق السجال الإستراتيجي الإسرائيلي يحتشد حوله "إجماع سياسي إسرائيلي" أكثر من موضوع "الأرض" و"الديموغرافيا"، و"الدولة اليهودية النقية"، وكذلك "الترانسفير" نحو الشرق.. نحو "الوطن البديل".

وذهبت الشعارات الصهيونية التوسعية أبعد من ذلك في الآونة الأخيرة، إذ ظهرت أصوات قوية تنادي بالعودة إلى برنامج "ضفتان للأردن"، فغدا شعارا "الوطن البديل" و"ضفتان للأردن" يسودان المشهد السياسي الصهيوني. والمسألة هنا ليست إعلامية استهلاكية ولا تهدف إلى إثارة الفزع الأردني مثلا، وتأجيج الفتنة الإقليمية بين الفلسطينيين والأردنيين فقط، وإنما هي حقيقية بمنتهى الجدية والخطورة.

"لا غرابة في أن تترافق لدى الإسرائيليين دائما "يهودية الدولة" والديموغرافيا والترانسفير و"الوطن البديل" و"الحلم الصهيوني" الذي لا يمكن أن يتحقق ويستكمل من وجهة نظرهم إلا إذا "أصبحت فلسطين خالية من أهلها وأصحابها" فالأدبيات الصهيونية التي تتحدث عن "إسرائيل دولة الشعب اليهودي"، وعن الديموغرافيا العربية والتخلص من العرب، وعن ترحيل أكبر عدد منهم كي تصبح إسرائيل دولة نقية للشعب اليهودي على أوسع مساحة من الأرض، كثيرة جدا. وقد تكاثر من يطلقون عليهم هناك "أنبياء الغضب الديموغرافي" الذين يحذرون من القنبلة الديموغرافية المؤقتة، ويحرضون على التخلص من أكبر عدد ممكن من العرب في أسرع وقت ممكن حتى لو كان ذلك عبر الحروب والمحارق.  وهناك من بين الإسرائيليين المنزعجين من ذلك كثير من السياسيين، وهناك ضباط ومسؤولون كبار، كلهم يتحدثون فيما بينهم بتفاؤل قائلين "قد تخلق الفوضى العالمية حولنا لحظة تاريخية، يمكن أن نقوم خلالها بطرد كثير من السكان العرب، وتنفيذ سياسة الترانسفير التي كثيرًا ما نتحدث عنها". عن داني روبنشتاين في مقدمة مقالة نشرتها صحيفة هآرتس حول تنامي أفكار وآمال ترحيل الفلسطينيين. وحسب كم كبير من الأدبيات الموثقة فإن فئات واسعة في الرأي العام الإسرائيلي مهيأة لأفكار طرد العرب منذ وقت طويل، والواضح أن هذه الأجواء الإسرائيلية باتت علنية سافرة صريحة، وهي ليست ثمرة سنوات الصراع الطويلة فقط، وإنما هي نتيجة سياسات أمنية طويلة. ويبدو أن ذهول ودهشة قادة إسرائيل من التكاثر السكاني العربي والخطر الديموغرافي يواصلان فعلهما ومفعولهما تراكميا في عهد حكم الليكود برئاسة نتنياهو، إلى أن أخذ ينعكس ذلك هاجسًا مقلقًا في التقارير الإستراتيجية للحكومة الإسرائيلية. يجب ان نتعامل بجديه مع حكاية " الوطن البديل " وشعار "ضفتان للأردن" بمنتهى الجدية والمسؤولية. وتبقى الوحده الوطنيه الاردنيه الحصن المنيع لافشال المخطط الصهيو امريكي لعملية الضم والترانسفير لافشال الاهداف الصهيونيه والسياسيه والتوراتيه

التعليقات على خبر: الوطن البديل في الفكر الصهيوني

حمل التطبيق الأن